تقرير : الجزر ~ عالم إزاي

عالم إزاي : أحمد ندا .
الجزر هو نوع من الخضروات الجذرية، له أصناف متعددة وكل صنف له لونه الخاص ولكن اللون البرتقالي عادة هو الصنف الأشهر والدارج ، وهناك أصناف أخرى بألوان أخرى كالأرجواني والأحمر والأبيض والأصفر , وهو من النباتات ذات الحولين أي تزرع مرتين بالعام , والجزر باللغة الإنجليزية يسمى Carrot وأصل الكلمة لاتيني بإسم carōta او كاروتا , أما أصل الكلمة في اللغة العربية فهو قادم من كونه نبات جذري أي ينبت تحت الأرض , والجزء الصالح للأكل هو الجزء الجذري الذي يكون تحت الأرض كما أن الجزء الأخضر (السيقان والأوراق) صالح للأكل أيضا .

تاريخ الجزر
تاريخ زراعة الجزر يقال أن أول من زرع الجزر هو سكان الشرق الأوسط وأسيا وبالأخص إيران وأفغانستان ويقال أيضا شمال أفريقيا لأنهم كانو يجدونه نابت بري ثم إتجهزوا لزراعته, وكان إستخدام الجزر في البداية هو الجزء الأعلى الأخضر فهو يشبه البقدونس , ومن ثم بعد إكتشاف الإغريق والرومان عن فوائد الجزء الأسفل بدأ الناس تأكل الجزء الأسفل من الجزر , ويذكر أن الطبيب الإفريقي آرتيه الذي عاصر المسيح استخدم الجزر في علاج الهستيريا والهياج النفسي والانهيار العصبي وأثبت العلم الحديث صحة هذا العلاج.

أما السوق التجاري للجزر اليوم، فتنتج الصين حاليا نحو ثلث إنتاج الجزر في العالم ويتم تصدير الجزر الصيني لجميع أنحاء العالم. أما روسيا هي ثاني أكبر منتج للجزر في العالم ، تليها الولايات المتحدة الأمريكية، بجانب العديد من الدول الأوروبية تنتج كميات كبيرة من الجزر أكثر من 400،000 طن في السنة، ثم تركيا والمكسيك والهند واندونيسيا واستراليا وكندا هي أيضا دولة مهمة في الإنتاج العالمي من الجزر.

فوائد الجزر

بناءا عن دراسة بحثية إستمرت أكثر من عشر سنوات بهولندا صنفت الفواكه والخضروات على حسب ألوانها ومدى القيمة الغذائية على حسب اللون وركزت تصنيفاتها على أربعة مجموعات وهي الأخضر والبرتقالي / الأصفر والأحمر/ الأرجواني / الأبيض , ولكنها صنفت أيضاً بعض الألوان في بعض المجموعات مع الألوان مع ألوان في مجموعات أخرى , كالبرتقالي والأصفر وهي ألوان عدة فواكة وخضراوات منها الجزر, فقد أبرزت الدراسة بوصفها ان هذه المجموعة هي الأكثر حماية ضد الأمراض القلبية الوعائية. وهي من أكثر النباتات التي تساعد على التركيز والإنتباه للعقل ،وتم تحديد الجزر ليكون العضو الأبرز في هذه المجموعة .
الجزر مصدر ممتاز لفيتامين (أ) (في شكل الكاروتينات). وبالإضافة إلى ذلك، فهي مصدر جيد جدا من فيتامين (C) المقوية للمناعة , ويساعد في بناء العظام عبر أحتواؤه على فيتامين ك، ويساعد في صحة القلب عبر الألياف الغذائية والبوتاسيوم الموجودة في تكوينه, فهي مصدر جيد لصحة القلب عبر إمداده بفيتامين B6، والنياسين، وحمض الفوليك، وفيتامين E، الأنزيم الداعمة للالمنغنيز والموليبدينوم، والطاقة الداعمة للفيتامين B1، B2 فيتامين والفوسفور.

من أهم المواد التي يتميز بها الجزر مادة الكاروتين التي يعزى إليه اللون البرتقالي ولهذه المادة فوائد عديدة وأكيدة منها أنها تنشط عملية تجديد الأنسجة والخلايا فهي مفيدة في إزالة التجاعيد من الوجه والجبهة ومنع رخاوة الجلد وتستفيد منها النساء في جعل البشرة أكثر صفاء ونقاء وفي تقوية الشعر والأظافر. ويقي من أشعة الشمس .كما يستفيد من مادة الكاروتين الطيارون وسائقوا السيارات لأنها تصفي الرؤية وتحد البصر , فقد بينت دراسة أجرتها حديثا (2011) جامعة أطلانتا في الولايات المتحدة الأمريكية على نحو 15000 شخص أن الأشخاص الذين يحتوي أجسامهم على كميات مرتفعة من ألفا-كاروتين يقل خطر وفاتهم بمبكرا بنسبة 39 % عن هؤلاء الذين يفتقرون إلى تلك المادة . يكثر الألفا كاروتين في الجزر وفي القرع العسلي.
يعتبر الجزر من وسائل التجميل الأساسية، نظراً لأنه من أغنى النباتات بفيتامين « أ ».. هذا الفيتامين الضروري لصحة وسلامة الجلد. أن تناول عصير الجزر الطازج بصفة منتظمة له أثر واضح كمضاد لبُقع وشوائب البشرة، ويعمل كذلك على تحسين لون البشرة.
كما أن الجزر له خواص المضادات الحيوية، فهو يدمر البكتيريا التي تظهر في الأمعاء,كما يساعد عصير الجزر في التخلص من الالتهابات المعوية وفي شفاء قرحة المعدة ، يمكن استخدامه طعاماً ودواءً في علاج التهابات الكلى,ويحتوي الجزر على هرمون نافع جداً في علاج أعراض السكري ، كما انه يساعد في التخلص من بعض ديدان المعدة والمغص, ويساعد على الشفاء من السعال ونزلات البرد، مقوٍ جيد للمناعة الطبيعية، ويزيد إفراز الصفراء، ومدر للبول.

قد أثبتت عدة أبحاث كندية وهولندية في مجال سرطان القولون أن الجزر يحتوي على مادة polyacetylenes ومادة falcarinol وقد تم ربط هذه المادتين بتقوية خلايا موجودة في القولون مقاومة للخلايا السرطانية التي قد تأتي في القولون , وقد تم البحث في عينة من 10 أفراد بتناول كوب من عصير الجزر يوميا ومدى التأثير المباشر على خلايا القولون , ورغم صغر مجال البحث في عينة من عشرة أشخاص فقط ولكن نتائجها كانت كبيرة.
كما أن تناول كميات منتظمة من عصير الجزر يساعد على طرد الحامض البولي من الدم، ولذا فهو يساعد مرضى النقرص، ويساعد في علاج أوجاع حصى المرارة وأمراض الكبد، والسل، ويساعد على الشفاء من المرض الأسيتونيمي (وهو زيادة نسبة الأسيتون في الدم) ، وهو مفيد في حالات فقر الدم والضغط المرتفع.

كيفية إختيار الجزر للتخزين وكيفية تخزينها

ينبغي أن يراعى الدقة في أختيار الجزر المراد تخزينة بأن يكون مستقيم نسبيا ومشرق في اللون. وكلما ازداد عمق اللون البرتقالي كلما كان أفضل، مع تجنب الجزر الذي متصدع بشكل مفرط أو متشعب، وكذلك البعد عن تلك التي تكون متعرجة أو مطاطية، وكلما كان محتفظ بجزءه الأخضر العلوي كلما كان أفضل عن الإنتقاء .
يجب النظر في نهاية الساق، وضمان أن لا يكون لونوه غامق مائل للون الأسود لأن هذا علامة أنه ليس طازج .فلابد أن يكون الون البرتقالي زاهي ، لأن هذا يدل على وجود السكريات الأساسية في الجزر.
التخزين له طريقتين طريقة قصيرة الأمد وطريقة طويلة الأمد , أما الطريقة القصيرة الأمد فهي بسيطه وتتم عبر قطع الجزء الأخضر أي الجزء العلوي (الساق والأوراق) وغسلة جيدا وينصح بنقعه في الماء لمدة 20 دقيقة ثم غسله جيدا وتجفيفه جيدا من الماء ووضع في أكياس الحفظ ووضعه في المجمد , أما الطريقة الثانية فهي طريقة طويلة الأمد وأيضا يتم الخطوات سالفة الذكر بقطع الجزء الأخضر وغسلة جيدا ولكن هنا يفضل بتقطيع الجزرة نفسها إلى قطع ووضعها في مصفاه على إناء به ماء يغلي لصعود البخار تجاه قطع الجزر وهذا لمده أقصاها 10 دقائق ومن ثم تركه ليبرد وتجف الكبقة المائية على سطحه ووضعه في أكياس التخزين ومن ثم وضعه في المجمد .
كما يجب تخزينه بعيدا عن التفاح والكمثرى، والبطاطا وغيرها من الفواكه والخضروات التي تنتج غاز الاثيلين لأن ذلك سيسبب أن يتغير طعم الجزر ويكون به قليل من المرارة.